نهلة بياري - مدربة متخصصة في حياة الأطفال
كنت طول عمري مهتمة بعلم النفس وأحب اتكلم واسمع تجارب الناس، لمن كنت بالابتدائي وحدة من صحباتي أبوها توفى وكنت أتكلم معاها وأواسيها طول فترة العزاء وحسيت الموضوع من هنا بدأ.
بعد ما مرّت السنوات وخلصت مدرسة وجاء وقت اختيار التخصص، كنت أبغى علم نفس بجامعة معينة بس أختي اللي أكبر مني كانت تدرس بجامعة ثانية، أمي رفضت الفكرة بسبب المواصلات، قبلت بالأمر ودخلت نفس تخصص أختي (مالية) وبعدها تزوجت وكنت اشتغل فترة بسيطة في مجال الاستثمارات
وبعدها تزوجت وكنت اشتغل فترة بسيطة في مجال الاستثمارات وكنت فيها مخنوقة وماني حاسة اني في المكان صح.
بعد ما جبت أولادي الثلاثة ووصلت عمر الثلاثين كنت أتكلم مع صحبتي جمانة مرزوقي وأقولها اني مرة متضايقة عمري صار 30 ولسى ماني مستقرة مهنيًا وكانت أول مرة أتكلم فيها اني ما أحب المالية.
جمانة كانت مستمعة جيدة طول الوقت.. لمن رجعت البيت لقيت رسالة منها محتواها دورة عن تدريب الأطفال وتعليق منها "مرة أشوفك في هذا المجال وأتوقع أنك راح تبدعي فيه".
لفتتني طبعًا وقدّمت عليها! قالولي صعب ولأنه خلفيتك مختلفة لازم نتقابل معاك قبل، بعد ما سويت المقابلة قالتلي أكيد أنتي معانا.
شي أحب أقوله هنا، بابا علمني أنه دايم أستشير وما أخذ قراري من نفسي ولهذا السبب استشرت أكثر من شخص لو قرار الدخول بهذا المجال مناسب لي، بعد تفكير واستشارات قررت اني أخذ دورة مشابهة للأولى.
استمتعت فيها جدًا وحسيت اني قاعدة أدرب الطفل اللي بداخلي، بنفس الوقت اللي أخذت فيه هذه الشهادة كان ولدي الكبير أولى ابتدائي فكنت أطبّق اللي أتعلمه معاه لأنه كان يواجه مشاكل زي التنمر.
هذه الدورة فتحت لي المجال اني أبدأ ومن بعدها بدأت اشتغل على عملي ومازلت، ما أحب استعجل بعملي مع أنه شخصيتي خارج العمل عجولة وأتخذ قراراتي بسرعة بس تعلمت مع أطفالي أنه كل شي خطوة بخطوة يمشي.
برأيك مين يحتاج هذا النوع من التدريب (كيدز لايف كوتشنق)؟
يسألوني أمهات كثير لازم يكون ولدي عنه مشكلة عشان أجيبه لك؟ أكيد لا. التدريب كأنه لقاح، تعطي الأطفال الأدوات اللي يواجهوا فيها أي عقبة ممكن تواجههم.
ايش الصعوبات اللي واجهتك في بدايتك وكيف تعاملتي معاها؟
من أكبر الصعوبات اللي واجهتها في البداية كانت اني أسوي كل شي بنفسي من ترتيب جداول ومواعيد إلى الأمور المالية والتسويق وكان الموضوع جدًا مرهق، بس بصراحة أهلي ساعدوني كثير و وفروّا لي مساحة أشتغل فيها. والآن استعنت بمستشار مالي وساعدني بشكل مرة كبير وكمان استعنت بمساعدة لترتيب المواعيد ومرة صرت مرتاحة أكثر الحمدلله.
مهم أقول أنه تعليقات وآراء الناس من الأشياء اللي مفروض تكون مستعد تواجهها وتتعامل معاها.
ايش الخدمات اللي تقدمينها كمدربة متخصصة بحياة للأطفال؟
ثلاث خدمات أساسية:
- تدريب لطفل واحد من عمر 7-12، عبارة عن خمس جلسات والأولى غالبًا تكون مجانية عشان أحيانا يجيني أطفال يحتاجون معالج مو مدرب.
- تدريب لمجموعة أطفال، مع الأولاد سويت قبل عن التنمر ومع البنات عن الثقة بالنفس.
- ورش عمل زي اللي سويتها قبل رباعيات.
وكانت من أروع التجارب اللي مريت فيها خلال عملي.
ايش المعنى اللي يحمله شعارك؟
السؤال مرة عجبني، طلبت من نمبل يصمموا لي شعار وطلبوني 3 أشياء أبغى الشعار يعبّر عنها، جوابي كان (الاهتمام، اللطافة، العاطفة). لمن المصمّم أرسل لي الشعار مرة عجبتني النتيجة مو بس عشان عبّر عن الأشياء اللي ذكرتها، عشان ناس كانت تشوفه بنت وناس كانت تشوفه ولد، عجبتني الخدعة والأهم أنه طفل!
من خلال خبرتك، ايش أكثر المشاكل اللي يواجهها الأطفال بحياتهم اليومية؟
أقدر أختصرها بالتنمر، صعوبة التجاوز، الغيرة. وعادةً الأطفال ما يقولوها بشكل مباشر ولكن هذا اللي نكتشفه مع الوقت.
شد انتباهنا اهتمامك بالذكاء العاطفي عند الطفل، كلمينا عن أهميته وليش ركزتي عليه؟
أصعب شي عندي لمن اشوف طفل عاجز عن التعبير، لمّن هذا الطفل يتعلم أساسيات الذكاء العاطفي يساعده يتعامل مع مشاعره ويتقبل فكرة أن الطفل طبيعي يحس بكل المشاعر اللي يمر فيها زي الخجل مثلًا، خاصةً لمن يسمع المعلومة من شخص أكبر بيرتاح أكثر.
الأطفال تعلموا منك كثير من القيم والمهارات، نهلة ايش تعلمت منهم؟
تعلمت من الأطفال كيف ارتبط مع طفلي الداخلي أكثر وتعلمت منهم كيف اعيش لليوم واعيش اللحظة.
ايش هي خطوتك الجاية؟
قاعدة اشتغل على موقعي الإلكتروني اللي راح ينطلق قريبًا إن شاءالله، بشارك فيه الخدمات والتصاميم اللي أسويها للأطفال ومفاجأت أكثر!
ايش النصيحة اللي حابة توجهينها للي عندهم أفكار رهيبة بس متخوفين من أخذ الخطوة الأولى؟
دايم أسألوا نفسكم وذكّروها "أنا ليش بدأت في هذا العمل؟" وصدّقوني الجواب على طول بيساعدكم ترجعوا للمكان الصح.
نصيحة ثانية حابة أقولها، بدون قراءة ما كنت راح أقدر أجاوب على الأسئلة اللي تتوجه وأكون بالثقة اللي أنا فيها اليوم أنصحكم بتوسيع مدارككم في مجالاتكم اللي تحبونها عن طريق القراءة.